أكدت كريمة محمد العباسي الأمين العام لمجلس الشورى، على ما تمثله مضامين الخطاب الملكي السامي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، في افتتاح دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي السادس، من مرتكز مهم ضمن استراتيجية عمل الأمانة العامة لمجلس الشورى، لافتة إلى أن جلسة مجلس الشورى الأولى الإجرائية التي عقدت مساء يوم أمس (الأحد)، شهدت تفعيل عدد من الأنظمة الرقمية الحديثة الداعمة لعمل أعضاء مجلس الشورى، بما ينسجم مع التوجيهات الملكية السامية بشأن التوظيف الأمثل لتقنيات الذكاء الاصطناعي.

وأشارت الأمين العام لمجلس الشورى إلى أنه تم خلال الجلسة تفعيل نظام "شورى 360"، ونظام "المضبطة الذكية"، وذلك في إطار الدعم والاهتمام الذي يولية معالي السيد علي بن صالح الصالح رئيس مجلس الشورى، تجاه مواصلة تبني أحدث الحلول الرقمية والتقنيات المبتكرة، بما يسهم في تعزيز كفاءة العمل البرلماني وتطوير الأداء المؤسسي، ويواكب التوجهات الوطنية نحو التحول الرقمي الشامل.

وأوضحت العباسي أن نظام "شورى 360"، هو منصة رقمية متكاملة تضم العديد من المزايا الحديثة التي لم يتضمنها النظام السابق، من خلال توفير 19 ميزة جديدة تعزز سهولة الاستخدام وكفاءة الأداء من أجل دعم أعضاء المجلس في أداء مهامهم بكفاءة عالية، وتوفير خدمات الأمانة العامة إلكترونيًا، حيث يجمع النظام في بيئة موحدة وآمنة كل الأدوات والبيانات التي يحتاجها العضو للوصول إلى المعلومات في وقت قياسي، ويتكامل مع أنظمة المجلس الأخرى مثل نظام الجلسات والمنظومة التشريعية والمكتبة الرقمية.

وبينت العباسي أن تطوير هذا النظام جاء استجابة للحاجة المتواصلة إلى تحديث البنية الرقمية للمجلس، وضمان استمرارية الدعم والأمان، وتعزيز الكفاءة والإنتاجية، وترشيد النفقات عبر تقليل الاعتماد على الورق، إلى جانب مواكبة التوجهات العالمية في مجال التحول نحو البرلمان الرقمي، موضحةً أن النظام الجديد يضع أسسًا قوية للتحول الرقمي المستقبلي، بما في ذلك تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتحليلات البيانات الضخمة في العمل البرلماني.

وأشارت إلى أن النظام يوفّر خصائص جديدة متعددة تشمل، خدمة المساعد الافتراضي "سِناد"، والمنظومة التشريعية التي تتيح تتبع مسار التشريعات محل الدراسة، وكذلك مرصد للأثر التشريعي، وتتبع أنشطة العضو واللجان، ومركزًا للعلاقات الدولية، ومراجع تشريعية متخصصة، إلى جانب خدمة الراصد الإعلامي التي تتيح للأعضاء الوصول إلى التقارير الإخبارية المنشورة والمصورة الخاصة بهم، وروزنامة لأبرز الفعاليات والأنشطة كالجلسات واجتماعات اللجان وبرامج الدعم البرلماني.

وتابعت "كما يتمكن أعضاء المجلس من خلال النظام الاطلاع على جداول الأعمال والمضابط، وأرشيف شامل للجلسات السابقة، وملفات وتقارير اللجان، ومتابعة المداخلات والمشاركات، وزيارة المكتبة الرقمية وقاعدة المعلومات المعرفية المتكاملة، حيث أن هذه الخصائص تعمل بتناسق ضمن بوابة موحدة، ما يضمن تجربة رقمية متكاملة للأعضاء".

وعلى صعيد متصل، أوضحت الأمين العام لمجلس الشورى إلى أن نظام "المضبطة الذكية" الذي تم تفعيله كذلك مع انطلاق دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي السادس، هو نظام متطور للتحرير والتدقيق والتتبع لمضابط الجلسات، ويمثل نقلة نوعية في إدارة محاضر الجلسات، مبينةً أن النظام يهدف إلى إعادة بناء المنظومة السابقة وتحسينها جذريًا، من خلال تسريع عمليات نسخ المضابط وتحريرها ومراجعتها، بالاعتماد على خاصية التفريغ الآلي المعزز بالذكاء الاصطناعي لتحويل الصوت إلى نص مكتوب بدقة عالية، فضلًا عن كونه واجهة حديثة وتجربة محسّنة تدعم اللغة العربية بالكامل، بما يسهم في تبسيط إجراءات التحرير والتدقيق، إلى جانب إدارة مركزية للوثائق، وتوليد تقارير أداء تفصيلية، وتوفير التلخيص الذكي للمستندات الطويلة".

وأكدت العباسي أن نظام المضبطة الذكية يعزز التحول الرقمي في الأمانة العامة، من خلال أتمتة العمليات الروتينية وتبسيطها، ورفع الكفاءة والإنتاجية، وضمان حماية الوثائق والبيانات عبر ضوابط وصول مشددة ومعايير أمان متقدمة، بما يرسخ الثقة في بيئة العمل الرقمية داخل المجلس.

وأشادت العباسي بالجهود المتميزة التي يبذلها فريق الأمانة العامة في تنفيذ هذه المبادرات الرائدة، مؤكدة أن الأمانة العامة مستمرة في متابعة مسار التحول الرقمي، والذي يشمل تطوير واستحداث الأنظمة المتخصصة المتعلقة بالشأن التشريعي والعمل البرلماني.