علاج وخز الإبر فعال وآمن لآلام أسفل الظهر المزمنة لدى كبار السن
جريدة البلاد - 11/10/2025 1:35:06 AM - GMT (+3 )
جريدة البلاد - 11/10/2025 1:35:06 AM - GMT (+3 )
ألم أسفل الظهر المزمن يُعدّ السبب الرئيس للإعاقة في جميع أنحاء العالم، ويؤثر على أكثر من ثلث كبار السن في الولايات المتحدة. وغالبًا ما ينتج عن تآكلٍ مرتبطٍ بتقدم العمر في العمود الفقري، مثل انزلاق الأقراص أو ضيق القناة الشوكية. ويمكن أن تشمل الأسباب الأخرى الإجهاد العضلي، أو زيادة الوزن، أو قلة الحركة. وتتراوح الخيارات العلاجية المتاحة بين العلاجات التكميلية ومسكنات الألم، غير أن هناك حاجةً مستمرة إلى أساليب آمنة وفعّالة لإدارة الألم لا تسبب الإدمان.
وفي هذا الصدد، أظهرت دراسة ممولة من المعاهد الوطنية للصحة (NIH) أن الوخز بالإبر يُحسن بشكل كبير الوظائف الجسدية ويُخفف الألم لدى كبار السن المصابين بآلام أسفل الظهر المزمنة، مقارنة بمن تلقوا الرعاية الطبية المعتادة فقط، أو الأدوية الموصوفة عادة، أو العلاج الطبيعي.
وشملت التجربةُ السريرية، المعروفة باسم BackInAction عدد 800 مشارك، واستندت إلى تقييمات ذاتية للإعاقة المرتبطة بالألم، بعد علاجات شملت أو استثنت الوخز بالإبر. ودرس الباحثون ما إذا كان الوخزُ بالإبر اليدوي يمكن أن يُحسن الوظائف ويُقلل الألم لدى كبار السن الذين يعانون من آلام مزمنة أو مستمرة في أسفل الظهر.
وكان المشاركون رجالا ونساء تبلغ أعمارهم 65 عاما فأكثر، ولديهم تاريخ طبي من آلام أسفل الظهر استمر لمدة ثلاثة أشهر على الأقل. تلقى ثلثُهم ما يصل إلى 15 جلسة علاج بالوخز بالإبر على مدار ثلاثة أشهر (علاج الوخز بالإبر القياسي)، فيما تلقى ثلث آخر ست جلسات علاج إضافية بالوخز بالإبر (جلسات الصيانة) على مدار الأشهر الثلاثة التالية.
وأجرى المشاركون تقييما ذاتيا لألمهم وقيودهم البدنية في ثلاث مراحل مهمة من الدراسة: بعد ثلاثة وستة واثني عشر شهرا من التسجيل. كما استخدم الباحثون أدوات إضافية لقياس مستويات الألم، ودرجة الأداء البدني، والاكتئاب، والقلق.
في التقييم الذي أُجري بعد ستة أشهر واثني عشر شهرا، تحسن الألم والأداءُ البدني، وانخفضت إعاقةُ الألم وشدتُه بشكل كبير في المجموعتين اللتين تلقتا علاج الوخز بالإبر، مقارنة بأولئك الذين تلقوا الرعاية الطبية المعتادة فقط.
كما أفاد الباحثون أيضا بأن علاج الوخز بالإبر ارتبط بأعراض قلق أقل، مقارنة بالرعاية الطبية المعتادة وحدها، وذلك في التقييمات التي أُجريت بعد ستة أشهر واثني عشر شهرا.
ويشار إلى أن الوخزُ بالإبر، الذي يعود أصله إلى الطب التقليدي في شرق آسيا، اكتسب شعبية واسعة في الولايات المتحدة منذ سبعينات القرن الماضي. وتتضمن هذه التقنية إدخال إبر دقيقة في الجلد عند نقاط تتبع شبكة تشريحية محددة، ما يُسهم في تقليل الانزعاج الناتج عن آلام الظهر أو المفاصل أو الرقبة. وقد أظهرت دراسات عديدة سلامته وفعاليته في علاج آلام أسفل الظهر المزمنة لدى البالغين بشكل عام، غير أن الدراسات التي ركزت على البالغين الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما فأكثر لا تزال محدودة.
وأكدت الباحثةُ الرئيسة في الدراسة، لين ل. ديبار من كايزر بيرماننت، أن نتائجهم السريرية أثبتت فاعلية الوخز بالإبر في علاج آلام أسفل الظهر، وأن حجم هذا التأثير، وإن كان متواضعا، كان إيجابيا ومستداما. وأضافت أن ما يميز دراسة BackInAction هو تركيزها تحديدا على البالغين الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما فأكثر، وصُممت بطريقة عملية.
فيما قالت الباحثة المشاركة أندريا جيه. كوك، وكبيرة باحثي الإحصاء الحيوي في شركة كايزر بيرماننت: “يوفر الوخزُ بالإبر خيارا أقل تدخلا، ويتميز بمستوى أمان أفضل من العديد من العلاجات الشائعة لآلام الظهر لدى كبار السن”.
وأوصى مؤلفو الدراسة إلى أهمية توفير خدمات الوخز بالإبر لكبار السن الذين يعانون من آلام الظهر المزمنة.
إقرأ المزيد
إقرأ المزيد


