حين تنتهي محاربات سرطان الثدي من رحلة العلاج ويصلن إلى مرحلة التعافي، تبدأ معهن حكاية الندبات التي خلفها المرض، ويواجهن تحديا جديدا يتمثل في استعادة المظهر السابق وإخفاء هذه الندوب. الخيار المتاح غالبا هو عمليات التجميل، لكن هناك خيار آخر يوفر حلا طويل الأمد لكثيرات، وهو المكياج شبه الدائم، أو التجميل العلاجي شبه الدائم، الذي يمكنه استرجاع جمال المريضة وثقتها بنفسها. يمكن استخدام هذا النوع من التجميل بعد الجراحة، سواء لإعادة رسم أجزاء معينة من الجسم بشكل مرئي مثل وشم الهالة بعد عملية ترميم الثدي، أو في حالة الندبات والحروق لاستعادة لون الجلد الطبيعي، بما يسهم في تحسين المظهر العام بعد عمليات ترميم الثدي. “صحتنا” التقت اختصاصية المكياج شبه الدائم العلاجي ليلى بوكنان، والتي تعد الأولى والوحيدة على مستوى الخليج العربي والخامسة دوليا الحاصلة على شهادة متخصصة في المكياج شبه الدائم العلاجي، والوحيدة المرخصة في البحرين. كيف بدأت رحلتك في عالم المكياج العلاجي شبه الدائم؟ بدأنا رحلتنا في مجال المكياج شبه الدائم بتقديم خدمات تجميل الحواجب والشفاه والآيلاينر “رسم كجل العين”. ولكن لاحظنا أن جزءا كبيرا من العالم يفتقر اليوم إلى هذا النوع من التجميل، خصوصا مرضى السرطان، حيث لم يكن متاحا ضمن قائمة خدمات التجميل التقليدية. لذلك سعينا إلى تطوير هذا المجال والدخول به في البحرين، لنمنح كل محاربة وكل مريضة الجمال الذي تبحث عنه واستعادة ثقتها بنفسها. ما الذي يميز التجميل العلاجي شبه الدائم عن التجميل التقليدي؟ بالنسبة للتجميل التقليدي، نتحدث عن الأشخاص الأصحاء الذين لا يعانون من أي مشكلات صحية، حيث يُقدّم بهدف التجميل فقط، مثل الحواجب والشفاه والآيلاينر “رسم كحل العين”. أما التجميل العلاجي شبه الدائم، فيتعلق بتجميل المناطق المتأثرة بعد العمليات الجراحية، خصوصا بعد استئصال الثدي والترميم. فبعد الجراحة، قد تترك الندبات أو مناطق تحتاج إلى إعادة رسم الهالات بطريقة ثلاثية الأبعاد (3D) لاستعادة المظهر الطبيعي. ما مفهوم “المكياج العلاجي شبه الدائم” من وجهة نظرك، ولمن يُنصح به؟ المفهوم الأساسي يكمن في استرجاع جمال المريضة وثقتها بنفسها، بحيث تعود كما كانت أو أفضل. يُنصح به بشكل خاص للمرضى اللواتي خضعن لعمليات جراحية، مثل الاستئصال أو ترميم الثدي بعد سرطان الثدي، لمساعدتهن على استعادة المظهر الطبيعي وتعزيز الثقة بالنفس. ما أبرز الحالات الطبية التي يمكن أن تستفيد من هذا النوع من التجميل؟ اليوم، عندما نسلّط الضوء على نوعين من المرضى: الفئة الأولى هي المريضات من بعد الاستئصال والترميم لمرضى سرطان الثدي، والفئة الثانية هي اللواتي خضعن لعمليات تجميلية مثل تصغير الثدي، والذي قد ينتج عنه نخر حول الحلمة، ونحتاج عندها أن نجمل هذه المنطقة لتعود كما كانت وأفضل. هل هناك حالات معينة من مرضى السرطان لجأوا إلى هذا النوع من المكياج بعد العلاج الكيميائي أو الإشعاعي؟ نعم، اليوم أصبح هناك وعي والحمد لله، ومن بعد ترخيص الخدمة في البحرين استطعنا أن نواصل ونعطي وعيا أكثر للمريضات، وفعلا أصبح هناك صوت كبير لهذه الخدمة التجميلية. وبالعكس، اليوم يتم التواصل من خلال بعض الاطباء المتخصصين في الجراحة الذين نتعامل معهم، بعد أن يتم الاستئصال والترميم، يتواصلون  معنا مباشرة، بحيث نلتقي بهم ونقرر أفضل وقت لاتخاذ اجراءات الترميم. كيف يمكن للمكياج العلاجي أن يساعد النساء بعد استئصال الثدي أو فقدان الحاجبين أو الرموش؟ عادة ما يكون لدينا تواصل مستمر مع الجراحين والأطباء المختصين بمرضى السرطان، وننصح دائما المريضة قبل أن تبدأ جلسات العلاج الكيميائي باللجوء إلينا. نقوم حينها بتقديم التجميل المناسب للحواجب، وقليل من توريد الشفاه، وبعض التجميل للآيلاينر “رسم كحل العين”، بحيث تحافظ المرأة على جمالها بعد تساقط الحواجب والرموش، وتزداد ثقتها بنفسها خلال فترة العلاج. هل لديك قصص مؤثرة لنساء مررن بتجربة السرطان واستعدن ثقتهن بأنفسهن من خلال التجميل العلاجي؟ نلتقي بالكثير من المريضات، وعندما يزرن المركز يكون لديهن شعور بعدم القبول الذاتي، ونفسياتهن متعبة جدا. وبعد تطبيق التجميل العلاجي، تتحول حالتهن بشكل ملحوظ؛ فتتغير نفسيتهن وروحهن تجاه الحياة، وتزداد ثقتهن بمظهرهن الخارجي، ما ينعكس إيجابا على حالتهم النفسية بشكل عام. هل هناك محاذير أو احتياطات طبية يجب مراعاتها عند إجراء المكياج شبه الدائم لمرضى السرطان؟ طبعا، نظرا لأن الأجهزة والأحبار المستخدمة مرخصة لهذه الخدمات، فهي لا تحتوي على معادن ثقيلة ولا تسبب أي أضرار أو أعراض جانبية. والحمد لله، اليوم الأجهزة والأحبار مصممة ومرخصة خصيصا لهذه الفئة من المرضى، ولا توجد محاذير مباشرة. ومع ذلك، من المهم تحديد الوقت المناسب لإجراء الخدمة، مثل بعد الاستئصال أو بعد العلاج الكيميائي، حيث يختلف التوقيت الأمثل حسب حالة كل مريضة. لذلك، يتم التنسيق مسبقا لتحديد الوقت الأنسب لضمان أفضل النتائج وأمان المريضة.

إقرأ المزيد