“جامعة المملكة” تفتتح المؤتمر الدولي للأعمال والتكنولوجيا الرقمية بمشاركة واسعة
جريدة البلاد - 11/27/2025 3:25:35 AM - GMT (+3 )
جريدة البلاد - 11/27/2025 3:25:35 AM - GMT (+3 )
انطلقت صباح أمس الأربعاء فعاليات المؤتمر الدولي للأعمال والتكنولوجيا الرقمية الذي تنظمه جامعة المملكة، بمشاركة واسعة من أكاديميين وخبراء في قطاعات المال والأعمال والتكنولوجيا. ويناقش المؤتمر على مدار يومين أحدث الاتجاهات في التحول الرقمي، والفرص والمخاطر التي تواجه القطاعات الاقتصادية والصناعية، بالإضافة إلى استعراض أوراق بحثية علمية متخصصة.
وقال رئيس جامعة المملكة البروفيسور حسن الهجهوج، إن العام 2025 يمثل علامة فارقة مهمة في مسار التحول الرقمي العالمي، مشيرا إلى أن دمج الذكاء الاصطناعي واتخاذ القرارات المستندة إلى البيانات والأتمتة والحوسبة السحابية والمنصات الرقمية المتقدمة، غيّرت الاقتصادات بشكل غير مسبوق.
وأضاف الهجهوج في كلمة افتتاح المؤتمر، أن الطريقة التي تعمل بها الشركات وتتنافس وتولد القيمة تشهد تحولا كبيرا مستمرا، مؤكدا أن هدف القادة والأكاديميين والممارسين ليس مجرد مواكبة هذا التغيير، بل توجيهه بمسؤولية ورؤية استراتيجية.
وذكر رئيس جامعة المملكة، أن المؤتمر يوفر منتدى متميزا للحوار الموضوعي والبحث التعاوني والحلول العملية التي تربط الممارسات التجارية بالابتكار التكنولوجي. وأكد الهجهوج أن جامعة المملكة تؤمن بقوة بأن التعليم والبحث أساسيان لتشكيل الاقتصاد الرقمي، مشددا على أن الجامعة ملتزمة بإعداد الجيل المقبل من المهنيين الذين ليسوا فقط متمكنين تقنيا، بل أيضا ملتزمون أخلاقيا وقادرون على التكيف ومستعدون للقيادة في عالم يتسم بالابتكار.
وذكر أن المؤتمر يجسد الطموح المشترك لتحديد الفرص الجديدة ومواجهة التحديات الناشئة وتعزيز الشراكات القوية عبر الحدود والتخصصات والصناعات، مشيرا إلى أن الرؤى المقدمة في المؤتمر ستساعد بلا شك في تعزيز الفهم العالمي للأعمال والتحول الرقمي.
ودعا المشاركين إلى استخدام هذا التجمع لتبادل الأفكار وتعزيز الابتكار، وتشكيل مستقبل تمكن فيه التكنولوجيا البشرية وتعزز الأعمال وتشجع التنمية المستدامة.
من جهته، قال نائب رئيس جامعة المملكة للشؤون الأكاديمية والبحث العلمي البروفيسور نادر البستكي، إن المؤتمر الدولي بشأن الأعمال والتكنولوجيا الرقمية تلقى نحو 150 ورقة علمية مقبولة، فيما تم رفض نحو 70 ورقة.
وأضاف البستكي أن جميع الأوراق العلمية المقبولة ستظهر على منصة “سكوبس”، كما ستنشر في كتاب مطبوع من قبل دار النشر الشهيرة “سبرينغر نيتشر”، مشيرا إلى أن المؤتمر في جوهره أكاديمي يهدف إلى جمع الباحثين من جميع أنحاء العالم للحديث عن التحول الرقمي.
وأشار إلى أن المؤتمر يجمع بين الجانب الأكاديمي والعملي عبر إشراك ممارسين من القطاع الصناعي والحكومي والمالي والتصنيعي، مؤكدا أن الأوراق العلمية تخضع للدراسة والمراجعة بعناية قبل قبولها أو رفضها.
وأكد البستكي أن مملكة البحرين محظوظة بالتحول الرقمي الناجح منذ التسعينات حتى الآن، مشيرا إلى أن المملكة وصلت إلى مراحل متقدمة وممتازة في هذا المجال.
وأوضح أن الهدف من النقاش الجماعي في المؤتمر هو تسليط الضوء على هذه النجاحات وإخبار العالم بها، خصوصا أن المؤتمر يشهد حضورا من مختلف القارات عبر الإنترنت. وشدد على أن المؤتمر يمثل منصة ليس فقط علمية، بل أيضا للتواصل بين المشاركين من مختلف القطاعات للتعلم من بعضهم.
ودعا الباحثين إلى استغلال فرصة المؤتمر على مدى يومين للتعاون وإنشاء روابط بحثية مع زملائهم من جميع أنحاء العالم، كما حث ممثلي القطاع الحكومي والصناعي على التواصل مع الأكاديميين لتعزيز العلاقات والتقدم بشكل أسرع في عصر التحول الرقمي.
البيانات نفط العالم
قال البروفيسور ملفي الرشيدي من جامعة الملك فيصل في المملكة العربية السعودية، إن البيانات هي نفط العالم، وإن الجميع يستخدمها ويتفاعل معها على أساس الثواني والدقائق وليس فقط على أساس يومي.
وأضاف الرشيدي أن التحدي يكمن في الاستفادة من البيانات التي ننتجها ونستقبلها، مشيرا إلى أن مهمتنا كأفراد ومؤسسات وأنظمة ودول وعالم عموما هي الاستفادة من ذلك والقيام بهذا العمل.
وأشار إلى أن البيانات مثل التنفس، موجودة في كل مكان، وأن التحدي الأكبر هو كيفية تحقيق تأثير مفيد للجميع كأفراد أو مجتمعات في العمل أو الحياة المهنية أو الشخصية. وذكر الرشيدي بعرضه التقديمي في المؤتمر، أن الهدف هو التمييز بين الرؤى والتأثير الذي نحاول تحقيقه للوصول إلى قرارات مؤثرة، وليس فقط القرارات التي نتخذها بل القرارات التي لها تأثيرات علينا كأفراد أو على المحيطين بنا.
قياس الأثر
وشدد الرشيدي على أن قياس الأثر أو إدارة الأثر هي عملية مستمرة وليست منتهية عند اكتمال المشروع أو المبادرة، بل هي عملية مدى الحياة يجب الاستمرار فيها طوال الوقت.
وأشار إلى أن تحديد مؤشرات الأداء الرئيسة وامتلاك خط أساس أمران مهمان وحاسمان للنجاح، مؤكدا أن الرؤى تمكن من اتخاذ قرارات استراتيجية وتشغيلية تضيف قيمة.
وذكر أن تحقيق الأثر يستغرق وقتا، وليس فوريا، خصوصا مع المشاريع والمبادرات التي قد تستغرق سنوات لتحقيق الأثر المطلوب، موضحا أن السلسلة تتضمن المدخلات والأنشطة والمخرجات والنتائج ثم الأثر في نهاية السلسلة.
وأكد الرشيدي أن مؤشرات الأداء الرئيسة يجب أن تكون لكل مرحلة، بما في ذلك مؤشرات للمدخلات مثل التمويل والموارد، ومؤشرات للمخرجات أي نتائج الأنشطة، ومؤشرات للنتائج، محذرا من أن الخلط بين هذه المؤشرات يسبب مشكلة ليس فقط لمحللي البيانات بل للمؤسسة نفسها.
وقدم الدكتور عمير أحمد من جامعة ديلاوير في الولايات المتحدة الأميركية، ورقة تحدثت عن مستقبل الذكاء الاصطناعي والتغييرات التي طرأت على القطاعات والوظائف.
التحول الرقمي
وشهد المؤتمر جلسة نقاشية بعنوان “التحول الرقمي: الفرص والمخاطر للأعمال والتمويل والصناعة”، شارك فيها مؤسس شركة ليمرير للاستشارات الرئيس التنفيذي السابق لمجموعة البركة المصرفية عدنان يوسف، والمدير الإداري لشركة إنترميد الدكتور عبدالله الحامد، وكبيرة استشاريي تكنولوجيا المعلومات نجوى عبدالرحيم، والرئيس التنفيذي لشركة أدفانتري للحلول الرقمية أحمد البلوشي، ونائب المدير العام لخدمات الدفع في شركة “بنفت” شفق الكوهجي، فيما أدار الجلسة مدير مركز ريادة الأعمال في جامعة المملكة البروفيسور سعد درويش.
وأكد الخبراء في الجلسة أن البحرين حققت مراحل متقدمة في التحول الرقمي منذ التسعينات، وأنها تحتل مراتب متقدمة في تبني المدفوعات الفورية، فيما حذروا من أن المؤسسات التعليمية والبنوك يجب أن تسرع وتيرة التطور لمواكبة التقدم التكنولوجي المتسارع.
ويستمر المؤتمر على مدى يومين، ويتضمن جلسات تقديم أوراق بحثية وعروض تقديمية عبر الإنترنت لباحثين من مختلف أنحاء العالم، في إطار تبادل المعرفة والخبرات بشأن التحول الرقمي وتأثيره على الأعمال والتمويل والصناعة.
إقرأ المزيد
إقرأ المزيد


