إيلاف - 4/21/2025 6:07:01 AM - GMT (+3 )

عبده الأسمري
ما بين «شؤون» القانون و»متون» الحقوق كتب جملته الاسمية من «مبتدأ» المثابرة وخبر «المصابرة» ليكون «الضمير المتصل» في سمات الأمانة والنزاهة و«الخبير المتحدث» باسم القيادة والريادة.
سكب «حبر» التوجيه وسبك «عبر» القرار وكسب «جبر» الخواطر في منظومة «مسؤول» تحلى بالحسنى وتمسك بالتواضع وتمتع بالحكمة حتى اقترن «اسمه» بشواهد الإنسانية وارتبط ذكره بمشاهد المهنية.
فاز بإنصاف «مستحق» في قلوب «الماكثين» في قلب «الذاكرة» وانتصر باعتراف «حقيق» من ذكر «المحايدين» في قالب «الحقيقة».
إنه معالي وزير الخدمة المدنية الأسبق الأستاذ محمد علي الفايز رحمه الله أحد أبرز الوزراء ورجال الدولة.
بوجه «حائلي» وسحنة «حنطية» تعكس ملامح جبال أجا وسلمى وتبرز أصالة «الشمالي» النبيل وتقاسيم «وطنية» مشعة بوقار المحيا ومضيئة باعتبار التواجد.. وعينان واسعتان تلمعان بنظرات مزيجه بين الجد والود..
وشخصية أنيقة الحضور لينة الجانب شفافة القول لطيفة التعامل وجيهة الحضور وكاريزما تتقاطر منها معاني «الثبات» ومعالم «الإثبات» ولغة فصيحة في مجمل «القول» وحصيفة في جمال «اللفظ» وعبارات قانونية واعتبارات حقوقية تتعالى من مخزون «دراسة» وتتسامى من مكنون «خبرة» قضى الفايز من عمره عقودا وهو يبهج ميادين «الترافع» بحكمة القانوني ويكتب عناوين «القرار» بحنكة القيادي وينسج «مرئيات» التخطيط ويجهز«رؤى» التنفيذ في سيرة تكللت بوزن «القدير» وتجللت بفوز «الخبير» في اتجاهات مفعمة بنبل العطاء وأبعاد مشبعة بفضل الأداء في مهامه كقانوني وإداري وقيادي وريادي ووزير ارتفعت سمعته في آفاق الذكر وترسخت سيرته في معالم الشكر حتى اقترن أسمه بموجبات «المعروف» وواجبات «العرفان».
في «حائل» منبع المكارم الباذخة بزف النبلاء والوجهاء الى محافل «التنمية» ولد الفايز عام 1937 في نهار ربيعي مشع بالصفاء وترددت أصداء المقدم المبارك بين ديار «طي» وأرجاء «أجا وسلمي» ونشأ في بيئة «حائليه» مباركة مسجوعة بطيب السلالة ومشفوعة بجمال الأصالة.
تربى الفايز في كنف أب كريم من «وجهاء قومه» وأم متفانية من «فضيلات جيلها» وامتلأ قلبه صغيرا بمحاسن التربية من توجيهات والده وحنان الأمومة من عاطفة والدته.
ارتهن صغيراً الى «مرويات» الذاكرة البيضاء المحفوظة في صدور «الأجداد» عن الشمال الشامخ وحكايات «الأجواد» في مرابع عشيرته والتي اقتبس منها معاني «الإيثار» التي ترسخت في وجدانه كمآثر خالدة تحولت الى «قناديل» أثر أضاءت دروب طفولته.
يممت «عائلته» قبلة استقرارها شطر «طيبة الطيبة» ضمن «هجرة روحانية» فتفيأ الفايز طفلاً تحت ظلال «اليقين» ووزعت «السكينة» مقاديرها أمامه وظل يرتوي من «دار الهجرة» رحيق «السكينة» ورياحين «الطمأنينة» والتي تسربت الى أعماقه فنشأ «مباركاً» موزعاً تباشير «النبوءات» الأولى على أقاربه والذين تحولت توقعاتهم عن نبوغه الباكر الى «تأكيدات» تجلت في أفق «الواقع المبهج».
تعتقت نفسه بأنفاس البكور في صباحات المدينة المنورة وتشربت روحه بنفائس «البركة» في مساءات الإقامة المباركة بين ثنايا «الطهر» المديني فكبر وفي قلبه «ذكريات» النقاء و«يوميات» الصفاء على بوابات «التقوى» في جنبات المسجد النبوي الشريف.
ركض الفايز مع أقرانه بين أحياء قباء والعوالي وباب المجيدي مراقباً «ومضات» الوفاء في نهارات «الطيبين» ومرتقباً الاستيفاء في شهادات العابرين منصتاً لتلك «الموشحات» الإذاعية العابرة للقارات عبر «مذياع» أسرته العتيق مسجلاً في ذاكرته «الغضة» ذكريات أولى سجلها البارعين من أبناء الوطن القادمين بشهادات «العلا» من عمق الاغتراب.
أتم الفايز الشهادة الابتدائية والثانوية باقتدار وتفوق.
ولأنه مسكون بدوافع «الفلاح» وطموح «الكفاح» انطلق راشداً الى قاهرة «المعز» لاستكمال دراسته الجامعية حيث نال ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة عام 1960 ثم امتطى صهوة «الجد» ليواصل تعليمه العالي حتى حصل على ماجستير الإدارة العامة من جامعة جنوب كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1964.
عاد الفايز الى أرض الوطن «فائزاً» بشهادات «التميز» ومنتصراً بشواهد «الامتياز» وانطلق في ميدان الحياة العملية وفي داخله «سر» الإصرار وفي دربه جهر «الاقتدار» حيث تعين في بداياته كموظف في هيئة الخبراء وظل ينثر «عبير» الإبداع في سجلاته الوظيفية وحصد «ثناء» رؤسائه حيث تعين مستشارًا قانونيًا في الأمانة العامة لمجلس الوزراء من عام (1380 - 1389هـ).
وفي عام 1390 تم تعيينه مديرًا عامًا للمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية ثم تعين وكيلاً لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية ورئيسًا لمجلس إدارة المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية من عام (1391 - 1400هـ).
ونظراً لكفاءته وبراعته صدر الأمر الملكي في عام 1403 بتعيينه وزيرًا للعمل والشؤون الاجتماعية، واستمر في المنصب حتى 1416هـ، ثم تعين رئيسًا للديوان العام للخدمة المدنية، وبعد تحويل الديوان إلى وزارة الخدمة المدنية عام 1420هـ، عُين كأول وزير للخدمة المدنية في سجلات مجلس الوزراء واستمر في المنصب حتى 19 محرم 1433هـ. للفايز عضويات متعددة مجلس الخدمة المدنية. ومجلس القوى العاملة واللجنة العليا لسياسات التعليم.
كما ترأس مجلس إدارة معهد الإدارة ونظراً لجهوده الوطنية الفريدة فقد تم تكريمه بوشاح الملك عبدالعزيز من الطبقة الثانية.
عاصر الفايز أربعة ملوك في تاريخه الوطني المشرف والحافل بالعطاءات حيث عمل في عصور الملك فيصل والملك خالد والملك فهد والملك عبدالله رحمهم الله وأسكنهم واسع الجنان.
كان الفايز طوال حياته العملية وجهاً «للثقة» الملكية وكان «الرجل المناسب» و«القيادي الحكيم» الذي ملأ مكانه وأبقى «مشاعل» التوجيه وقناديل «الوجاهة» مضيئة لتنير مسارات «العلم» وتضيء منارات «العمل» ليكون علماً من أعلام «التنمية» ووجهاً من وجوه «النماء» عبر التاريخ الوطني والترسيخ المهني.
انتقل الفايز إلى رحمة الله تعالى يوم الأربعاء 16 أبريل عام 2025 عن عمر يناهز 87 عاماً وامتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بعبارات التعزية وعبرات الفقد من وزراء وقياديين ومسؤولين ومثقفين واستعرضت المنصات الرقمية والمواقع الإخبارية والصحف الرسمية النبأ مع ما تركه الفقيد من أثر على صفحات «المواطنة الخالصة» وما أبقاه من تأثير عبر منصات «المسؤولية الحقة».
لعب الفايز دوراً محورياً في أساسيات «التوظيف» ومنهجيات «الإدارة» وأهداف «الخدمة المدنية» وأسس «الأنظمة القانونية» وكان «المدير الفني» الذي وزع «الخطط» بكفاءة في ميادين «التطور» عبر محطات «نوعية» مقامها الابتكار وقوامها التطوير.
هنالك مواقف «إنسانية» ووقفات «شخصية» سخرها في إعانة «موظفيه» ووظفها في علاقاته الأسرية والعائلية والاجتماعية والتي تشهد على إنسانيته ووفائه وحسن خلقه وكرمه وأياديه «البيضاء» وأفعاله «الخيرية» وأعماله «الوطنية».
محمد بن علي الفايز رحمه الله الوزير المحنك ورجل الدولة البارع صاحب المسيرة العاطرة بالسخاء التنموي والسيرة المسطرة بالوفاء الوطني والاستيفاء الريادي.
إقرأ المزيد