شيء ما انكسر في كوالالمبور... لقاء ناري بين لافروف وروبيو يدفع بروسيا إلى تغيير لهجتها فجأة!
إيلاف -

قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إن نظيره الروسي سيرغي لافروف طرح "فكرة جديدة" تتعلق بالنزاع في أوكرانيا، وذلك خلال لقاء جمعهما في العاصمة الماليزية كوالالمبور، غداة تصعيد روسي كثيف على العاصمة الأوكرانية كييف أسفر عن مقتل شخصين على الأقل.

ويأتي اللقاء بين روبيو ولافروف في وقت تشهد فيه الحرب الروسية على أوكرانيا جموداً دبلوماسياً متواصلاً منذ أشهر، بالتوازي مع تكثيف موسكو لضرباتها الجوية والصاروخية على الأراضي الأوكرانية مؤخراً.

وقال روبيو، الذي كان يشارك في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، إن الوزير الروسي قدم خلال لقائهما "مفهوماً جديداً" بشأن الحرب في أوكرانيا، مشيراً إلى أنه سيقوم بنقل هذه الفكرة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمناقشتها.

السلام المفقود: ما هي التحديات التي تعرقل تحقيق سلام دائم بين أوكرانيا وروسيا؟

هل يمكن أن تنتهي حرب أوكرانيا في عام 2025؟

وقال روبيو للصحفيين عقب اللقاء: "إنها ليست مقاربة جديدة بالكامل، لكنها فكرة جديدة أو مفهوم جديد.. لن يؤدي ذلك تلقائياً إلى تحقيق السلام، لكنه قد يفتح مساراً".

وكشف الوزير الأمريكي أن المحادثة مع لافروف، التي وصفها بـ"الصريحة"، شهدت أيضاً تعبيره عن "استياء" ترامب و"خيبة أمله" حيال ما وصفه بـ"انعدام التقدم" في وقف الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.

ولم تتضح بعد ملامح الفكرة التي طرحها لافروف، كما لم يصدر تعليق رسمي من موسكو بشأن تفاصيل المقترح، لكن الخارجية الروسية أكدت بدورها أن اللقاء بين الوزيرين تخلله "تبادل صريح وجاد للآراء" حول الأزمة الأوكرانية، إضافة إلى ملفات أخرى إقليمية ودولية.

تأتي هذه التطورات وسط تزايد للهجمات الجوية على أوكرانيا، حيث أفادت السلطات الأوكرانية بأن العاصمة كييف تعرضت، فجر الخميس، لقصف صاروخي كثيف هو الأشد منذ شهور.

وبحسب ما أعلنته القوات الجوية الأوكرانية، أطلقت روسيا نحو 18 صاروخاً وعدداً كبيراً من الطائرات المسيرة المفخخة باتجاه العاصمة، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة آخرين، إضافة إلى تضرر منشآت مدنية، من بينها مركز صحي في حي بوديلسكي وسط كييف.

وفي حين قالت وزارة الدفاع الروسية إن الهجمات استهدفت "مواقع عسكرية" ومنشآت تستخدم في "تخزين الأسلحة الغربية"، نفت أوكرانيا هذه المزاعم، واتهمت موسكو بتعمد استهداف المدنيين والبنية التحتية الصحية.

وتزامنت هذه الضربات مع تكثيف الهجمات الروسية على جبهات أخرى في شرق وجنوب أوكرانيا، خاصة في مقاطعة دونيتسك، حيث تحدثت كييف عن "محاولات متواصلة لاختراق الدفاعات الأوكرانية"، وسط استخدام واسع للطائرات المسيرة الإيرانية الصنع والصواريخ الفرط صوتية.

وأعلنت روسيا صباح الجمعة أنها أسقطت 155 مسيّرة أوكرانية ليل الخميس- الجمعة بما فيها 50 في منطقة كورسك الواقعة على الحدود مع أوكرانيا.

وقالت وزارة الدفاع الروسية على تليغرام إن "أنظمة الدفاع الجوي اعترضت ودمرت 155 مسيّرة أوكرانية"، مضيفة أن 53 من هذه الطائرات من دون طيّار أسقطت في منطقة كورسك.

ورغم التصعيد العسكري، يرى مراقبون أن اللقاء بين روبيو ولافروف قد يشير إلى وجود قنوات تواصل دبلوماسية لم تُغلق بعد، ولو بشكل غير مباشر.

وتقول مصادر أمريكية إن واشنطن لا تعارض من حيث المبدأ أي جهود تفضي إلى وقف الحرب، لكنها تشدد على ضرورة "ضمان السيادة الأوكرانية" و"احترام حدودها المعترف بها دولياً" كأساس لأي تسوية محتملة.

وفي هذا السياق، أوضح روبيو أن واشنطن "لا تبني آمالاً مفرطة" على المقترح الروسي، لكنها ترى أنه "جدير بالنقاش"، مؤكداً أن الإدارة الأمريكية "ستقيّمه بعناية" قبل اتخاذ أي موقف رسمي.

ترامب يتعهد بإنهاء حرب أوكرانيا وفق "موعد نهائي خاص"، وزيلينسكي يؤكد تمسكه بالقرم

في المقابل، تبدو كييف حذرة من أي "مبادرات غامضة"، إذ قالت الرئاسة الأوكرانية إن "أي حديث عن تسوية لا يمر عبر انسحاب روسي كامل من الأراضي الأوكرانية هو مضيعة للوقت"، على حد تعبير أحد مستشاري الرئيس فولوديمير زيلينسكي.

وفي موازاة التحركات الدبلوماسية، تواصل الولايات المتحدة والدول الغربية تقديم دعم عسكري كبير لأوكرانيا، حيث أعلنت واشنطن في وقت سابق هذا الأسبوع حزمة مساعدات جديدة تشمل أنظمة دفاع جوي متقدمة وصواريخ دقيقة التوجيه.

كما تعهدت ألمانيا والنرويج بتزويد كييف بمزيد من أنظمة "باتريوت"، في إطار الجهود لتعزيز قدراتها الدفاعية في مواجهة القصف الروسي المتواصل.

ومن المقرر أن يطرح روبيو المقترح الروسي خلال الاجتماع المقبل لمجلس الأمن القومي الأمريكي، وسط مشاورات داخلية بشأن إمكانية عقد لقاء على مستوى رئاسي بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وهو ما لم تؤكده موسكو حتى الآن.

ويرى محللون أن عرض لافروف يمثل أول مؤشر علني على وجود "مرونة محدودة" من الجانب الروسي في مقاربة الأزمة، بعد شهور من الخطاب التصعيدي.



إقرأ المزيد