إيلاف - 11/8/2025 2:30:40 AM - GMT (+3 )
محمد خلفان الصوافي
المجازر الإنسانية التي حدثت في مدينة الفاشر السودانية، والتي أدانتها دولة الإمارات بل طالبت بمحاكمة مرتكبيها لأنهم خالفوا القانون الدولي الإنساني، أعادت إنتاج السيرة الإعلامية أو ما يمكن تسميتها بالظاهرة غير النزيهة في زج اسم الإمارات فيها بهدف الإساءة إلى تاريخها، وكذلك من أجل زيادة عدد القراء والمتابعين.
اسم الإمارات يضمن لوسائل الإعلام الرصينة منها والصفراء معها عدداً كبيراً من القراء والمتابعين، وبالتالي لا تهم مصداقية الخبر وعدمها أما مسؤولية حرية التعبير فحدِّث ولا حرج، فقط سقط في ظل وسائل التواصل الاجتماعي.
بلا شك أن حضور الإمارات الإنساني والتنموي يزعج العديد من المنافسين لها في المنطقة والعالم، ربما لأنهم عاجزون عن القيام بالنشاط الذي تقوم به الإمارات أو حتى مواكبتها.
إن هدف الوسيلة الإعلامية أو الدولة التي تقف وراءها هو فقط توظيف اسم الإمارات في محتواها لتنشر الخبر، وربما هذا واحد من التحديات التي تم طرحها في منتدى الإعلام الإماراتي مؤخراً.
علينا أن ندرك بأن هناك قوالب إعلامية مجهزة لاستخدامها ضد دولة الإمارات، وهي تصلح لكل الظروف والأحول فقط يتم تغيير محتوى القالب ليتناسب والحملة الإعلامية، وبمجرد ما يتم الإقرار باستهداف الإمارات يتم استخراج تلك القوالب من الأدراج ونشرها مع تفعيل حسابات وهمية حولها.
المؤسف أن الآلة الإعلامية، وهي تكرر الإساءة للإمارات، تنسى أنها تحاول أن تخدع القارئ الذي بدأ يكون أكثر وعياً في تقييم الأخبار، بل في أحيان كثيرة ونتيجة للاسترسال في الإساءة ورغبة في التشويق، تستغرب من المعلومات التي تسربها التي لا تتطابق لا مع المنطق ولا الواقع.
وتراهن تلك الوسائل الإعلامية في تصديقها، من قبل الرأي العام العالمي، أن الناس لا يتمتعون بذاكرة طويلة بين تلفيق وآخر، أو ذاكرة قوية يسترجعون بها ما تنشره من تناقضات ومزاعم واختلاقات عن الإمارات.
ولكي تعطي خبر الإساءة والتشويه ضد الإمارات صبغة الصدقية والأمانة الصحفية يتم نسب الخبر إلى مصدر أجبني أو الصحف العريقة، وكأن هي الأخرى بعيدة عن تشويه الحقيقة والتلاعب فيها، مع أن سياسة القوالب التي يوضع فيها الخبر نجدها أكثر في الغرب، خاصة من المنظمات التي يسيطر عليها اليسار السياسي الذي هو أقرب إلى فكر جماعة الإخوان.
ما زالت حكاية وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق، كولن باول، في مجلس الأمن عندما أقنع العالم أن العراق يمتلك سلاحاً نووياً، واستطاع أن يقنع مجلس الأمن للتصويت لقرار غزو العراق وتدميره، وبعد مرور عقد كامل من الحرب اعترف أنه لم يكن صادقاً في تلك الحكاية.
الخلاصة، في كل حملة إعلامية ضد الإمارات يكون هناك تضليل إعلامي، وتزوير الحقائق لتسويق دعاية كاذبة، ولمواجهة ذلك نحتاج إلى المزيد من الزخم الإعلامي لترسيخ النجاح الدبلوماسي والاقتصادي والثقافي للإمارات.
إقرأ المزيد


