روسيا اليوم - 11/20/2025 7:13:38 AM - GMT (+3 )
في نهاية الشهر الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الرومانية سحب حوالي 700 جندي أمريكي من حدودها. ورغم أن بعض أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكيين أعربوا عن قلقهم إزاء هذا الانسحاب، إلا أن عدد القوات لا يُذكر في ميزان القوى بين حلف الناتو وروسيا في القارة الأوروبية. ومع ذلك، حتى لو سحبت الولايات المتحدة جميع قواتها البرية من أوروبا، فإن الدول الأوروبية تمتلك قدرات ردع بري كافية.
لكن ما الذي يجب عليهم فعله لتحقيق الردع؟
لقد تعلمت روسيا كثيراً في عمليتها العسكرية في أوكرانيا وأصبح لديها قوات قتالية أكثر قوة. ولذلك يجب على الدول الأوروبية ما يلي:
أولًا، يجب على الدول الأوروبية تحديد أهدافها العسكرية، وتحديد نوع العقيدة العسكرية التي تريد تطبيقها. ففي حين أن العقيدة الدفاعية، التي تتضمن نشر قوات أوروبية كافية، تعتبر أفضل من عقيدة الردع، ولكن بالنسبة لأوروبا لن تكون العقيدة الدفاعية كافية، لاسيما أن روسيا أبدت استعداد لتحمل خسائر متزايدة.
ومن المهم أيضا أن أن تبدأ الولايات المتحدة بسحب قواتها البرية من القارة كي تتفرغ لمصالحها ولمشاكلها الداخلية ولمنافستها مع الصين، ولكي تتولى أوروبا مسؤولية أمنها بنفسها.
ثانياً، ينبغي على الدول الأوروبية زيادة إنفاقها الدفاعي. وهذا لا يعني مجرد الالتزام بتعهدات إنفاق بنسبة 5%. فهده النسبة الهزلية لا تحقق الاحتياجات الأمنية الحقيقية. وعلى حلف الناتو أن يعيد النظر بهذه النسبة والتركيز على أهداف تؤمن أوروبا بشكل ملموس.
ثالثاً، ينبغي على الدول الأوروبية المتحالفة تحسين قدرة جيوشها على التعبئة والانتشار السريع. وهذا يعني تحسين بنيتها التحتية لنقل المعدات والأفراد شرقاً وتدريب المزيد من القوات وتحسين قدرات القيادة والسيطرة والاتصالات والحواسيب والاستخبارات والمراقبة والاستطلاع.
رابعاً، ينبغي على أعضاء حلف الناتو الأوروبيين نشر دفاعات خفيفة في بحر البلطيق. فدول البلطيق لا تملك مساحة كافية لتمركز وحدات مدرعة ثقيلة وأسلحة في المنطقة. وبدلًا من ذلك، فإن نشر دفاعات خفيفة؛ كوحدات مشاة خفيفة ومدفعية وأسلحة مضادة للدبابات وأفخاخ وقدرات دفاع جوي، سيكون الخيار الأمثل بالنظر إلى الموقع الجغرافي للمنطقة.
وأخيرًا، ينبغي على الدول الأوروبية الشريكة نشر قدرات عسكرية أثقل؛ كالدبابات ومركبات المشاة المدرعة وألوية مدرعة وطائرات ودفاعات جوية متوسطة وطويلة المدى، في جميع أنحاء ألمانيا وبولندا. وستكون هذه الأسلحة والوحدات العسكرية بمثابة جزيرة مقاومة في كل من ألمانيا وبولندا.
إن تردد الأوروبيين في إعادة التسلح أمر مفهوم. فالحرب من أكثر سمات الإنسانية انحطاطاً، وقليل من المواطنين العاديين يرغبون في ترك عائلاتهم وأصدقائهم للمخاطرة بحياتهم من أجل الدفاع عن دولة أخرى. وهناك خوف مفهوم من أن إعادة تسليح القارة ستؤدي إلى العسكرة وعودة الأنظمة القمعية والحروب التي ابتليت بها القارة.
ومع ذلك، تحتاج كل دولة إلى وسائل لحماية حريتها ومواطنيها. وتقوية حلف شمال الأطلسي الأوروبي لا تعني أن أوروبا ستُغرم بالعسكرة وتسير بخطىً حثيثة في شارع الشانزليزيه. ولكن بتطبيق هذه التدابير، يمكن الحفاظ على السلام في بقية القارة الأوروبية.
المصدر: ناشيونال إنترست
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
إقرأ المزيد


