روسيا اليوم - 11/20/2025 8:17:56 AM - GMT (+3 )
وقد لوحظ هذا السلوك المشابه للتقبيل لدى عدة حيوانات، بما في ذلك الشمبانزي والغوريلا، وحتى الكلاب والقطط والدلافين. غير أن هذا السلوك يمثل لغزا من منظور تطوري، حيث إنه يحمل مخاطر مثل انتقال الأمراض، بينما لا يقدم أي ميزة بقاء أو تكاثر محددة.
ويقول العلماء من جامعة أكسفورد إنه على الرغم من دراسة التقبيل على نطاق واسع لأهميته الثقافية والعاطفية لدى البشر، إلا أن أهميته التطورية ما تزال غير مفهومة جيدا.
والآن، قام العلماء لأول مرة بإعادة بناء التاريخ التطوري للتقبيل استنادا إلى شجرة عائلة الرئيسيات. وتشير النتائج إلى أن التقبيل أصبح سمة شائعة لدى القرود الكبيرة ما قبل التاريخ، التي عاشت منذ نحو 16.9 إلى 21.5 مليون سنة. والأكثر إثارة في هذه الدراسة أنها تشير إلى أن إنسان نياندرتال، الكائن المنقرض الذي يرتبط بالإنسان الحديث، كان يمارس هذا السلوك أيضا، بل وربما تبادل القبل مع أسلاف البشر المعاصرين.
وتستند هذه الاستنتاجات إلى أدلة علمية متعددة، حيث كشفت الدراسات السابقة أن الإنسان الحديث وإنسان نياندرتال تشاركا نفس الميكروبات الفموية لمئات الآلاف من السنين، ما يشير إلى انتقال اللعاب بين النوعين. كما أن وجود أجزاء من الحمض النووي لإنسان نياندرتال في جينوم البشر من أصل غير أفريقي يدعم فرضية التقارب الحميم بين النوعين.
وقالت عالمة الأحياء التطورية ماتيلدا بريندل من جامعة أكسفورد: "هذه هي المرة الأولى التي يدرس فيها أي شخص التقبيل من منظور تطوري واسع".
وتابعت: "تضاف نتائجنا إلى مجموعة متزايدة من العمل تسلط الضوء على التنوع الملحوظ للسلوكيات الجنسية التي يظهرها أقربائنا من الرئيسيات".
وقيم العلماء خلال الدراسة أنواعا مختلفة لتحديد القبلة على أنها اتصال غير عدواني من فم إلى فم لا ينطوي على نقل الطعام.
ثم جمعوا البيانات حول أنواع الرئيسيات الحديثة التي تم رصدها وهي تقبل، مع التركيز على القرود التي تطورت في إفريقيا وأوروبا وآسيا، بما في ذلك الشمبانزي والبونوبو وإنسان الغاب.
وقام الفريق ببناء وتخطيط "السمة" على شجرة عائلة تطورية للرئيسيات للتنبؤ بموعد تطورها على الأرجح. ثم قاموا بتشغيل محاكيات حاسوبية لتقدير احتمالية انخراط أسلاف مختلفين على الفروع في التقبيل أيضا.
ووجدوا أنه من المحتمل أن التقبيل ظهر لأول مرة منذ نحو 21.5 مليون سنة في أنواع القرود الكبيرة.
وقالت كاثرين تالبوت، مؤلفة أخرى للدراسة: "على الرغم من أن التقبيل قد يبدو سلوكا عاديا أو عالميا، إلا أنه موثق فقط في 46% من الثقافات البشرية". وأضافت : "تختلف المعايير والظروف الاجتماعية على نطاق واسع بين المجتمعات، ما يثير تساؤلا حول ما إذا كان التقبيل سلوكا متطورا أم اختراعا ثقافيا. وهذه هي الخطوة الأولى في معالجة هذا السؤال".
المصدر: إندبندنت
الذكاء ليس مجرد معرفة أو تعليم. لأن الشخص قد يكون متخصصا ممتازا، ويمتلك خبرة وذاكرة، ومع ذلك يبدو غبيا.
إقرأ المزيد


