إيلاف - 9/16/2025 2:58:47 PM - GMT (+3 )

باريس : تعيش رياضة الدراجات الهوائية مرحلة من الصدمة والتساؤلات، عقب نهاية فوضوية لطواف إسبانيا حيث ألغيت المرحلة الأخيرة قبل 50 كيلومترا من الوصول إلى العاصمة مدريد، ليُمنح اللقب في مشهد غير معتاد داخل موقف للسيارات في أحد الفنادق.
وشهد السباق الممتد لثلاثة أسابيع، ويُعدّ أحد الجولات الكبرى الثلاث رياضة الدراجات الهوائية، سلسلة من الاضطرابات المتكررة بسبب مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين، أشعلها وجود فريق "إسرائيل بريميير تيك" ضمن الفرق المشاركة في الطواف.
وقال متحدث باسم الحكومة لوكالة فرانس برس أن حوالى مئة ألف شخص شاركوا في الاحتجاجات التي رافقت المرحلة الأخيرة، تلت تجمعات أخرى لمحتجين مؤيدين للفلسطينيين خلال السباق.
وتوقفت المرحلة قبل أوانها، حيث اضطر الدنماركي يوناس فينغيغارد المُتوّج باللقب إلى الاكتفاء بمنصة تتويج مرتجلة.
بالنسبة للاتحاد الدولي للدراجات (يو سي آي)، الهيئة الإدارية الأعلى لهذه الرياضة في العالم، ولمنظمي السباقات، فقد سلّطت هذه التحركات لناشطين الضوء على الفجوات والهشاشة التنظيمية، خصوصا أن السباق يمتد على مسافات طويلة وتُقام على طرق عامة مفتوحة أمام الجمهور.
وبدأ الخوف يتسلل نحو السباقات المستقبلية، وتحديدا سباق طوّاف فرنسا لعام 2026 والذي يبدأ بثلاث مراحل في إسبانيا انطلاقا من برشلونة.
قال مدير طواف إسبانيا، خافيير غييّن الإثنين "نأمل في أن يكون النزاع في غزة قد حُلّ بحلول موعد انطلاق طواف فرنسا".
ولم يكن طوّاف إسبانيا السباق الأول الذي يشهد اضطرابات من هذا النوع.
ففي أيار/مايو الماضي، قام متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين بمدّ حبل عبر الطريق قبيل نهاية المرحلة الخامسة عشرة من طواف إيطاليا في مدينة نابولي، لعرقلة المتسابقين.
وفي تموز/يوليو، قام رجل يرتدي قميصا كُتب عليه "إسرائيل خارج الطواف" بالتشويش على نهاية المرحلة الحادية عشرة من طواف فرنسا في مدينة تولوز.
إلا أن هذه الأحداث كانت حالات معزولة، ولا يمكن مقارنتها بحجم التظاهرات الكبيرة التي حصلت في إسبانيا، حيث تحظى القضية الفلسطينية بتضامن واسع.
وعبّر رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الذي تحدث عن "الإبادة الجماعية في غزة"، عن "إعجابه العميق" بالمتظاهرين، ودعا إلى فرض حظر رياضي على إسرائيل، وهو موقف أثار غضب الاتحاد الدولي للدراجات الإثنين والذي أكد أن هذا الموقف "يشكك في قدرة إسبانيا على استضافة الفعاليات الرياضية الدولية الكبرى".
وتبرز مخاوف حقيقية لدى الدراجين بأن يكون سباق طواف اسبانيا قد أرسى قاعدة للسباقات المستقبلية.
"سيء جدا"
وكتب الدرّاج البولندي المخضرم ميشال كفياتكوفسكي على حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي مساء الأحد "من الواضح للجميع أن سباق الدراجات يمكن أن يُستخدم كمنصة فعّالة للاحتجاجات، والمرة المقبلة ستكون الأمور أسوأ، لأن أحدا سمح بحدوث ذلك وتجاهل الأمر".
وأضاف "هذا أمر سيء جدا لرياضة الدراجات، لأن المتظاهرين تمكنوا من تحقيق ما أرادوه. لا يمكننا التظاهر بأن شيئا لم يحدث".
ويبدو أن طواف فرنسا، السباق الأبرز في العالم، سيكون الهدف التالي عندما ينطلق في تموز/يوليو، لا سيما وأن فريق "إسرائيل برميير تيك"، المصنّف في المركز الثالث عشر عالميا، سيكون مدعوا بشكل تلقائي إلى جميع السباقات البارزة في الروزنامة السنوية.
ورغم أنّ الفريق أزال كلمة "إسرائيل" من قمصانه خلال مراحل عدة من طواف إسبانيا، لكنه رفض تماما الاستسلام أو الانسحاب.
ودعا العديد من الدراجين من فرق أخرى إلى انسحاب الفريق الذي أسّسه الملياردير الاسرائيلي الكندي سيلفان أدامز والذي يحبّ وصف نفسه بسفير إسرائيل.
ورأى مدير السباق أن خطوة الانسحاب ستساعد على تهدئة الأوضاع، لكنه أضاف بأن القرار يعود للاتحاد الدولي للرياضة.
وأوضح غيّين الإثنين "قمنا بإبلاغ الاتحاد الدولي للدراجات بالأوضاع، وقد اتخذوا موقفا من خلال بيان يدعم بقاء فريق إسرائيل بريميير تيك في السباق".
من جهته، أعرب الاتحاد الدولي للدراجات في بيانه عن "رفضه التام وقلقه العميق" تجاه الأحداث التي رافقت
طواف إسبانيا هذا العام، واصفا إياها بأنها "انتهاك خطير للميثاق الأولمبي والمبادئ الأساسية للرياضة".
واندلعت الحرب عقب هجوم لحركة حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 أسفر عن مقتل 1219 شخصا في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لفرانس برس استنادا للأرقام الرسمية.
إقرأ المزيد