س-ن-ن بالعربية - 9/12/2025 11:10:05 AM - GMT (+3 )


دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كشفت دراسة جديدة أنه من بين جميع الدول الغربية مرتفعة الدخل، أظهرت الولايات المتحدة أسوأ أداء من ناحية خفض احتمالية الوفاة بسبب الأمراض المزمنة.
بين عامي 2010 و2019، انخفضت الوفيات الناجمة عن الأمراض المزمنة لدى غالبية الفئات العمرية في الولايات المتحدة، ولكنها ارتفعت بين البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و45 عامًا، في "ظاهرةٍ نادرة بالدول الغربية مرتفعة الدخل"، بحسب ما كتبته الدراسة المنشورة الأربعاء في مجلة "The Lancet".
حلّلت الدراسة، التي قادها باحثون في جامعة "إمبريال كوليدج لندن"، بيانات من 185 دولة ومنطقة، ووجدت أنّه في الفترة بين عامي 2010 و2019، انخفض احتمال الوفاة في سن الثمانين بسبب أمراض غير مُعدية، مثل السرطان، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية، في غالبية تلك الدول، لكن هذا الانخفاض تباطأ مقارنةً بالعقد السابق.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة والأستاذ في كلية الصحة العامة في "إمبريال كوليدج لندن" و"إمبريال جلوبال غانا"، ماجد عزاتي إنّ "خطر (أو احتمالية) الوفاة من الأمراض المزمنة في غالبية دول العالم آخذ في الانخفاض.. لكننا كنا أفضل حالاً من قبل".
من بين الدول الغربية الـ25 مرتفعة الدخل التي شملتها الدراسة، شهدت الدنمارك أكبر انخفاض في وفيات الأمراض المزمنة، بينما سجلت الولايات المتحدة أقل انخفاض، وكان أداء ألمانيا أفضل منها بقليل.
وسُجل انخفاض يتراوح بين طفيف ومتوسط في احتمال الوفاة من مرض مزمن في سن الثمانين بين عامي 2010 و2019 بشكلٍ عام.
لكن أشار الباحثون إلى أنّ أحد الأسباب المحتملة لعدم وجود انخفاض أكبر، يتمثل بزيادة الحالات العصبية والنفسية، مثل الخرف، في العديد من البلدان، بشكلٍ ساهم سلبًا في هذه الاتجاهات.
شملت الدراسة الجديدة بيانات من تقديرات الصحة العالمية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية "WHO"، إذ حلّل فريق الباحثين الوفيات بحسب الفترات الزمنية، والدول، والفئات العمرية المختلفة، أي الشباب (بين 20-45 عامًا)، والبالغين في سن العمل (بين 45-65 عامًا)، وكبار السن (بين 65-80 عامًا).
وأظهرت البيانات أنه بين عامي 2010 و2019، انخفضت وفيات الأمراض المزمنة في حوالي 80% من دول العالم، التي تضم أكثر من 70% من سكان العالم.
ووفقًا للدراسة، يمكن ربط أسباب الانخفاض واسع النطاق في وفيات الأمراض المزمنة بالتحسينات في تشخيص وعلاج هذا النوع من الأمراض.
لكن أظهرت البيانات أنه في نحو 60% من الدول، كان تراجع وفيات الأمراض المزمنة بين 2010 و2019 أضعف من التراجع في العقد السابق، أو أن انتكاسة حدثت في الاتجاه السابق للانخفاض.
بين عامي 2010 و2019، شهدت فنلندا، والنرويج، والدنمارك انخفاضًا أبطأ في وفيات الأمراض المزمنة بين كبار السن مقارنةً بالعقد السابق.
ولكنها حافظت على تقدم ملحوظ في الحد من خطر وفيات الأمراض المزمنة بشكل عام، لأن هذا الانخفاض البطيء بين كبار السن قوبل بانخفاض أسرع بين البالغين في سن العمل.
في الولايات المتحدة، اقترن الانخفاض الطفيف في وفيات كبار السن بركود بين وفاة البالغين في سن العمل، وزيادة في وفيات الشباب، ما أدى إلى ضعف أداء البلاد مقارنةً بالدول الغربية الأخرى مرتفعة الدخل.
لم تُحلّل الدراسة أسباب تحقيق بعض الدول تحسينات أكبر من غيرها في الحد من احتمالية وفيات الأمراض المزمنة.
وأشار عزاتي إلى أنه في كلٍّ من الدول الغربية مرتفعة الدخل، والتي كان أداؤها ضعيفًا مقارنةً بنظيراتها، أي الولايات المتحدة وألمانيا، وُجدت شرائح سكانية لم يتم الاستثمار فيها بشكل كافٍ في مجال الصحة العامة، وأن هذه التفاوتات في الاستثمار قد تُؤدي إلى عوائق كبيرة أمام الحصول على الرعاية.
على سبيل المثال، قد تتمثّل أحد العوائق في عدم وجود طبيب رعاية أولية في منطقة محلية، ما قد يؤدي إلى تأخير فحص وتشخيص الأمراض المزمنة.
يعيش العديد من الأمريكيين في مناطق تفتقر إلى خدمات الرعاية الحرجة، إذ أوضحت التقديرات إلى أن حوالي 30 مليون أمريكي لا يعيشون على بُعد ساعة واحدة من مرافق رعاية الإصابات.
ووجد تحليل أجرته CNN أن الأشخاص الذين يعيشون في 16% من البر الرئيسي للولايات المتحدة الأمريكية يبعدون 50 كيلومترًا تقريبًا أو أكثر عن أقرب مستشفى.
كما شهدت الولايات المتحدة أيضًا ارتفاعًا في احتمال الوفاة بسبب أمراض عصبية ونفسية، مثل الخرف واضطرابات تعاطي الكحول، والتي لم تُعوّض على ما يبدو الانخفاض المستمر في الوفيات الناجمة عن السرطان، وأمراض القلب والأوعية الدموية، بل وربما ساهمت في ضعف أداء البلاد عندما يأتي الأمر بخفض وفيات الأمراض المزمنة.
نُشرِت الدراسة الجديدة بعد يوم من إصدار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطة عمل لجنة "لنجعل أمريكا صحية مرة أخرى" للحد من أمراض الأطفال المزمنة في الولايات المتحدة.
وقالت أستاذة الطب التكاملي العالمي بجامعة كولومبيا وخبيرة في الأمراض غير المعدية لدى الشباب، إيلينا لاداس، إن هناك تفاؤل بشأن اتجاه الولايات المتحدة نحو اعتماد العافية كأداة وقائية للحد من وفيات الأمراض المزمنة، ولكنها ترغب في رؤية خطة واضحة.
وأكدّت لاداس، التي لم تشارك في الدراسة الجديدة، ولكنها عملت بمجال الصحة العامة في 20 دولة تقريبًا، أنه ينبغي على الولايات المتحدة "التفكير في العافية بشكلٍ شامل" للحد من عبء الأمراض المزمنة.
إقرأ المزيد