س-ن-ن بالعربية - 9/14/2025 5:12:04 PM - GMT (+3 )


دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يشهد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و12 عامًا زيادةً هائلةً في حالات إيذاء النفس. كما يستخدمون أدوات شائعةً في المنزل للقيام بذلك، وفقًا لدراسةٍ جديدة.
قالت المؤلفة المشاركة في الدراسة، ورئيسة قسم السموم في مستشفى "نيشن وايد" للأطفال، والمديرة الطبية لمركز السموم وسط أوهايو الأمريكية، الدكتورة هانا هايز، إنّ معدل الحالات المُبلغ عنها لمراكز مكافحة السموم لتعرض الأطفال للمواد قد ارتفع بأكثر من 50% منذ عام 2000.
وأضافت أن عدد الحالات التي يُشتبه في نية الانتحار أو إيذاء النفس فيها ارتفع إلى أربعة أضعاف.
أفادت هايز: "كانت هذه الحالات أكثر ميلاً بكثير لأن تؤدي إلى عواقب طبية خطيرة أو دخول المستشفى لهؤلاء الأطفال".
وأضافت هايز أنّها لاحظت رؤية المزيد من الأطفال الأصغر سنًا يعانون من مشكلة إيذاء النفس والأفكار الانتحارية، وأرادت فهم ما إذا كان هناك اتجاه حقيقي مدعوم بالبيانات.
وللتحقق من ذلك، حلّل الباحثون أكثر من 1.5 مليون بلاغٍ عن حالات التعرض للمواد إلى مراكز مكافحة السموم الأمريكية في جميع أنحاء البلاد.
ارتفعت البلاغات لمراكز مكافحة السموم بشأن حالات إيذاء الذات المشتبه بها بين الأطفال في سن الـ11 بنسبة 398% منذ عام 2000.
وبلغت هذه الزيادة 343% بين الأطفال في سن الـ12، بحسب الدراسة التي نشرتها مجلة "Pediatrics" التابعة للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، الإثنين.
ذكرت الدراسة أنّ المواد التي ورد استخدامها في البلاغات شملت منتجات منزلية شائعة مثل مسكنات الألم، ومضادات الهيستامين، وأدوية نزلات البرد، والفيتامينات.
أسباب زيادة حالات إيذاء النفسيرى عالم النفس والمحاضر في مجال الطب النفسي بكلية الطب بجامعة "هارفارد" الأمريكية، الدكتور كريستوفر ويلارد، أن زيادة حالات تناول هذه المواد بنية إيذاء النفس أمر مثير للقلق، ولكنه منطقي عند النظر إلى تزايد بلاغات المشاعر الانتحارية لدى الأطفال الأصغر سنًا.
وكتب ويلاد، الذي لم يشارك في الدراسة، في رسالة عبر البريد الإلكتروني: "عندما يأتي الأمر للأطفال الأصغر سنًا، من الصعب دائمًا معرفة ما إذا كانوا يفهمون تمامًا عواقب سلوكياتهم، وما هي نواياهم الحقيقية".
ووفقًا لويلارد، تكمن المشكلة الأخرى في توفّر المواد سامة في العديد من المنازل بشكلٍ أكبر من ذي قبل، وتشمل هذه المواد الأدوية، ومنتجات التنظيف، والمكملات الغذائية، ومنتجات الماريغوانا الترفيهية.
تقييد الوصول إلى الأدويةمن أهم الدروس المستخلصة من البيانات أن على العائلات تخزين الأدوية التي تُصرف بدون وصفة طبية والأدوية الموصوفة، والتخلص من المنتجات القديمة بأمان، كما قالت الدكتورة جينيفر هوفمان، وهي أستاذة مساعدة في قسم طب الأطفال بجامعة "نورث وسترن" لم تشارك في الدراسة.
قد يهمك أيضاً
وأضافت هوفمان، التي تعمل أيضًا كطبيبة طوارئ للأطفال في مستشفى "آن وروبرت إتش. لوري" للأطفال في شيكاغو، أن الجزء المسؤول عن اتخاذ القرار والتخطيط في الدماغ لا يتطور إلا في منتصف العشرينات من العمر، لذا إذا تمكن الأطفال من الوصول إلى أدوية قد تكون ضارة، فقد يتخذون قرارات متسرعة بدون التفكير مليًا.
وترى هايز أنه يمكن لصنّاع السياسات التأثير على الوصول إلى الأدوية من خلال الحد من أحجام عبوات الأدوية عالية الخطورة، وتوسيع نطاق استخدام العبوات التي تتطلب من الشخص إخراج كل حبة دواء على حدة.
وشرحت: "تلك الدقائق القليلة لإخراج الحبوب من العبوة البلاستيكية كافية لجعل الطفل يفكر فيما يفعله، ويتوقف، وبالتالي قد يتم إنقاذ حياته".
العلامات التحذيريةقالت هوفمان إنه بإمكان مقدمي الرعاية الصحية أيضًا إحداث فرق من خلال فحص خطر الانتحار وإجراء فحوصات الصحة النفسية الدورية.
كما أكدت هايز على ضرورة معرفة العائلات ما يجب البحث عنه.
وتشمل علامات وجود مشكلة تغيرات في المزاج، مثل زيادة الانفعال، واليأس، أو البكاء. ويمكن لتغيرات في السلوك مثل رفض الذهاب إلى المدرسة، وأعراض جسدية مثل الصداع، وتغيرات في جودة النوم، أو مستوى الشهية، أن تكون إشارة للتحقق، بحسب ما قالت.
قد يهمك أيضاً
إقرأ المزيد