5 فئات رئيسية للنوم.. أي منها يُشبهك أكثر؟
س-ن-ن بالعربية -

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يعاني كثيرون من صعوبة في الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم ليلًا، ما يدفع بعضهم إلى اللجوء للمُكمّلات الغذائية، أو الأدوية، أو تطبيقات تتبّع النوم بحثًا عن راحة أفضل.

بدلًا من تصنيف الأشخاص على أنهم يُعانون من نوم "جيد" أو "سيئ"، حدّدت دراسة جديدة 5 فئات رئيسية للنوم، يرتبط كلّ منها بأنماط مختلفة، مثل المزاج، والصحة، ونشاط الدماغ.

قد يهمك أيضاً

تُسهم الدراسة، التي نُشرت في مجلة "PLOS Biology"، في تفسير اضطرابات النوم، وضرورة اعتماد أساليب أكثر تخصيصًا لتحسينها.

قدّمت خبيرة الصحة في CNN، الدكتورة لينا وين، طبيبة الطوارئ وأستاذة مساعدة في جامعة جورج واشنطن، والتي شغلت سابقًا منصب مفوضة الصحة في مدينة بالتيمور، شرحًا مُفصّلًا لنتائج الدراسة.

CNN: ماذا تكشف هذه الدراسة الجديدة عن فئات النوم المختلفة؟

الدكتورة لينا وين: سعى الباحثون إلى فهم النوم بطريقة أكثر شمولًا، ليس فقط من حيث مدّته، بل أيضًا من حيث علاقته بالصحة النفسية، والأداء المعرفي، وجوانب الحياة اليومية.

استخدم الفريق بيانات شملت أكثر من 700 شخص بالغ وسليم، تراوحت أعمارهم بين 22 و36 عامًا، مع تحليل مجموعة واسعة من المعلومات، منها عادات النوم المُبلغ عنها ذاتيًا، والمزاج، والشخصية، والصحة الجسدية، ونتائج اختبارات معرفية، وبيانات تصوير دماغي.

وكانت النتيجة خريطة متعددة الأبعاد، حيث تُظهر اختلاف الأفراد ليس فقط في جودة أو مدة نومهم، بل أيضًا في كيفية تداخل النوم مع المزاج، والتوتر، ونمط الحياة، ونشاط الدماغ.

بعبارة أخرى، قد يعني "النوم الجيّد" أو "النوم السيئ" أشياء مختلفة لأشخاص مختلفين.

وتُشير النتائج إلى أن صحة النوم يمكن فهمها من خلال أنماط أوسع وأكثر تعقيدًا، بدلاً من الاعتماد على مقياس واحد فقط.

قد يهمك أيضاً

CNN: ما هي أنواع النوم الخمسة التي اكتشفها الباحثون؟ وما سبب أهميتها؟

الكتورة لينا وين: ينقسم نوم المشاركين وفقًا للباحثين إلى خمس فئات رئيسية.

جمعت المجموعة الأولى، والتي أطلق عليها الباحثون اسم "LC1"، بين جودة النوم السيئة والضغوط النفسية.

يواجه هؤلاء الأفراد اضطرابات في النوم، ويستيقظون من دون الشعور بالانتعاش، وغالبًا ما يشعرون بالتعب خلال النهار، حيث يسجّلون مُعدّلات مرتفعة من القلق والاكتئاب.

سجّلت المجموعة الثانية، والمعروفة باسم "LC2"، أعراضًا نفسية، لكنها أفادت بأن نومها كان طبيعيًا نسبيًا.

أظهر المشاركون بعض علامات التوتر، من دون وصف نومهم بـ"السيئ". وأوضح الباحثون أنه شكل من أشكال "مرونة النوم"، أي أن بعض الأشخاص قد يواجهون تحديات عاطفية من دون أن يؤثر ذلك على جودة نومهم.

استخدمت المجموعة الثالثة، وهي "LC3"، أدوية النوم بشكل متكرر.

رغم تمتع الأفراد بصحة جسدية جيدة وعلاقات اجتماعية قوية، أظهرت اختباراتهم تراجعًا طفيفًا في الذاكرة والوعي العاطفي.

عُرفت المجموعة الرابعة، "LC4"، بقصر مدة النوم، التي لا تتجاوز عادة ست أو سبع ساعات في الليلة.

ورغم أن هؤلاء الأشخاص لا يتأثرون بذلك، إلا أن نتائج الدراسة أظهرت أداءً ضعيفًا في اختبارات التركيز والذاكرة لديهم، ما يتفق مع دراسات سابقة تربط قلة النوم بتدهور الأداء المعرفي على المديين القصير والطويل.

وشملت المجموعة الخامسة، وهي "LC5"، الأشخاص الذين يعانون من نوم مضطرب أو متقطع.

يستيقظ هؤلاء الأفراد كثيرًا خلال الليل أو يعانون من مشاكل تنفسية أثناء النوم. ويُعتبرون أكثر عرضة للقلق وتراجع الأداء المعرفي، وهو ما تؤكده أبحاث سابقة تربط اضطرابات النوم بالصحة النفسية والجسدية.

تشير النتائج عمومًا إلى أن النوم والصحة النفسية يرتبطان بشكل وثيق، إذ لا تؤثر قلّة النوم على التركيز والذاكرة فحسب، بل ترتبط أيضًا بمخاطر جسدية ونفسية.

قد يهمك أيضاً

CNN: كيف يمكن أن يعرف الشخص الفئة التي ينتمي إليها؟

الدكتورة لينا وين: قد يواجه الأشخاص صعوبة في تحديد نمط نومهم بدقة بناءً على هذه الدراسة، إذ استندت التصنيفات إلى تحليل مُفصّل لأكثر من 100 مؤشر نفسي، وجسدي، ومعرفي.

كما استخدم الباحثون هذه البيانات لدراسة أنماط النوم عبر المجموعة ككلّ، من دون تصنيف الأفراد بشكل شخصي.

مع ذلك، يمكن أن يتعرّف الناس إلى بعض الصفات التي تعكس شخصياتهم.

  • شعور الشخص بالقلق وصعوبة الخلود إلى النوم قد يشير إلى الفئة "LC1".
  • النوم الجيّد رغم الشعور بتوتر نفسي قد يشير إلى الفئة "LC2".
  • الاعتماد على أدوية النوم بشكل منتظم قد يشير إلى الفئة "LC3".
  • النوم لـ5 أو 6 ساعات يوميًا قد يشير إلى الفئة "LC4".
  • الاستيقاظ المُتكرّر ليلًا، أو الشخير، أو الشعور بالتعب رغم قضاء وقت كافٍ في السرير قد يشير إلى الفئة "LC5".

قد يهمك أيضاً

CNN: هل يمكن أن تغيّر هذه النتائج الطريقة التي يتعامل بها الناس مع مشاكل النوم؟

الدكتور لينا وين: تشير النتائج إلى أن اضطرابات النوم تختلف من شخص لآخر، ما يعني أن الحلول لا يمكن أن تكون موحّدة للجميع.

قد يتطلب تحسين جودة النوم نهجًا أكثر تخصيصًا، يأخذ في الاعتبار مدة النوم، والحالة النفسية، والروتين اليومي، والصحة الجسدية.

من المهم ملاحظة المشاكل التي تعاني منها، مثل صعوبة النوم، أو الاستيقاظ المُتكرّر، أو الشعور بعدم الانتعاش صباحًا، وكيفية ارتباط ذلك بالمزاج، والطاقة، والتركيز.

وقد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من الأرق المرتبط بالقلق إلى استراتيجيات لإدارة التوتر.

أما من لا يحصل على قسط كافٍ من النوم فقد يستفيد من تعديل جدوله اليومي.

وقد يحتاج من يستيقظ كثيرًا خلال فترة الليل إلى التحقّق من وجود أسباب طبيّة، مثل انقطاع النفس النومي.

sleep-catogories-tips-2

CNN: ما الذي يمكن فعله الآن لتحسين جودة النوم؟

الذكتور لينا وين: يتمثل أحد أكثر الأسباب شيوعًا لاضطرابات النوم بعدم تخصيص وقت كافٍ في السرير. إذا كان الهدف هو النوم لـ7 ساعات على الأقل، يُفضل تخصيص 8 ساعات في السرير لتحقيق ذلك.

كما أن الحفاظ على روتين منتظم للنوم مهم جدًا. لذا، يجب محاولة النوم والاستيقاظ في الوقت ذاته يوميًا.

ينبغي أيضًا الانتباه إلى بيئة النوم، مثل أن تكون الغرفة باردة، وهادئة، ومظلمة لدعم النوم العميق. 

كما أن تجنّب الشاشات قبل النوم يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا، لأن الضوء المنبعث قد يؤخر إفراز هرمون "الميلاتونين"، فضلًا عن أن تجنب القيلولات الطويلة خلال النهار قد يسهم في سهولة النوم ليلًا.

يمكن أن يكون النشاط البدني المنتظم، والتأمل، واليوغا بمثابة ممارسات مفيدة أيضًا. وفي حال استمرار مشاكل النوم، من المهم استشارة طبيب مختص لاستبعاد الأسباب الطبية، وتبنّي عادات نوم صحية.



إقرأ المزيد