فحص سرطان عنق الرحم أصبح أسهل.. ما أهمية هذا التغيير؟
س-ن-ن بالعربية -

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يُعد سرطان عنق الرحم واحدا من أكثر أنواع السرطان التي يمكن الوقاية منها.

ذكرت جمعية السرطان الأمريكية، أن أكثر من 4،300 امرأة ستموت بسبب سرطان عنق الرحم في الولايات المتحدة هذا العام.

لهذا السبب، قامت الجمعية بتغيير توصيات فحص سرطان عنق الرحم بشكل كبير، حيث أيدت للمرة الأولى أن يكون لدى النساء الخيار في جمع عيناتهن بأنفسهن في المنزل، بدلاً من أن يتطلب الأمر من الطبيب إجراء الفحص.

يُعد الفحص مهم جدًا خاصة أن الأعراض عادة لا تظهر على النساء حتى يتقدم المرض. وأصبح الفحص حاليًا أسهل من أي وقت مضى. مع توفر اختبارات الشخصية والموافقة عليها كخيار جديد. 

وقد ترغب النساء في معرفة ما إذا كانت هذه الطريقة دقيقة مثل الفحص في العيادة، وما إذا كانت صعبة التنفيذ. وما الذي يمكنك فعله أيضًا لتقليل خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم؟

تجيب على هذه الأسئلة الخبيرة في الصحة العامة، الدكتورة ليانا وين، وهي طبيبة طوارئ وأستاذة مساعدة في جامعة جورج واشنطن. وقد خدمت سابقًا كمفوضة للصحة في مدينة بالتيمور.

CNN: ما هو مرض سرطان عنق الرحم، وما مدى شيوعه اليوم؟

الدكتورة ليانا وين: يبدأ سرطان عنق الرحم في خلايا عنق الرحم، أي الجزء السفلي من الرحم الذي يتصل بالمهبل. وتحدث غالبية الحالات بسبب الإصابة الطويلة الأمد بأنواع معينة من فيروس الورم الحليمي البشري عالي الخطورة، وهو شائع جدًا، وينتشر عن طريق الاتصال الجنسي. 

تختفي غالبية إصابات فيروس الورم الحليمي من تلقاء نفسها، ولكن عندما تستمر الأنواع عالية الخطورة، يمكن أن تتسبب في تغيرات خلايا عنق الرحم تدريجيًا لتصبح سابقة للسرطان، ومع مرور السنوات، تتطور إلى مرض السرطان.

في الولايات المتحدة، أصبح سرطان عنق الرحم أقل شيوعًا بكثير مما كان عليه منذ عقود، وذلك بفضل الفحص المنتظم للخلايا السابقة للسرطان. مع ذلك، يتم تشخيص حوالي 13,000 امرأة سنويًا وفقًا لما ذكرته المراكز الامريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.

CNN: لماذا يُعد الفحص مهمًا جدًا حتى بالنسبة للنساء اللواتي يشعرن بصحة جيدة؟

الدكتورة ليانا وين: عادةً لا يسبب سرطان عنق الرحم أي أعراض حتى يصبح متقدمًا. يمكن للنساء أن يشعرن بصحة جيدة تمامًا بينما تكون التغيرات السابقة للسرطان تتطور بالفعل. تم تصميم الفحص لاكتشاف هذه التغيرات مبكرًا، قبل أن يتشكل السرطان، وعندما يكون من الأسهل علاجه.

يعتمد مقدمو الرعاية الصحية على الفحص باستخدام اختبارات فيروس الورم الحليمي، واختبار مسحة عنق الرحم. يكشف اختبار فيروس الورم الحليمي عن الفيروس الذي يسبب تقريبًا جميع حالات سرطان عنق الرحم، وغالبًا قبل أن تظهر التغيرات الخلوية أو الأعراض.

يسمح اكتشاف فيروس الورم الحليمي أو خلايا سابقة للسرطان من خلال اختبار مسحة عنق الرحم، للأطباء بمراقبة أو علاج أو إزالة الأنسجة غير الطبيعية ومنع تطور السرطان. لهذا السبب، يبقى الفحص أمرًا بالغ الأهمية، حتى بالنسبة للنساء اللواتي لا يعانين من ألم، أو نزيف، أو علامات تحذيرية أخرى.

CNN: ما الذي تغير في إرشادات فحص سرطان عنق الرحم؟

الدكتورة ليانا وين: التغيير الرئيسي يتمثل بأنه للمرة الأولى، تم اعتماد جمع العينة الذاتية لاختبار فيروس الورم الحليمي كخيار موصى به. في السابق، كان الفحص يعتمد على جمع الطبيب لمسحة من عنق الرحم أثناء الفحص الحوضي.

وفقًا للتوصيات المحدثة، يمكن للنساء جمع عيناتهن الذاتية لاختبار فيروس الورم الحليمي البشري في ظروف معينة. يعكس هذا التغيير البحث المتزايد الذي يظهر أن اختبار فيروس الورم الحليمي فعال للغاية في تحديد النساء المعرضات لخطر الإصابة بسرطان عنق الرحم، وأن العينات التي تجمع ذاتيًا يمكن أن تكشف بشكل موثوق عن فيروس الورم الحليمي عالي الخطورة. 

يجب على المريضات الاتي يخترن الاختبار الذاتي التأكد من أنهن يستخدمن الاختبار الذي طلبه منهن مقدم الرعاية الصحية.

وتشير إرشادات الجمعية الأمريكية للسرطان إلى أن الخيار المفضل للفحص هو اختبار فيروس الورم الحليمي باستخدام عينة تم جمعها من قبل مقدم الرعاية الصحية. ويجب أن يتم ذلك كل خمس سنوات. كما يتم الآن تقديم اختبار فيروس الورم الحليمي الذاتي كخيار، يجب القيام به كل ثلاث سنوات. 

يتمثل خيار آخر في إجراء اختبار فيروس الورم الحليمي البشري واختبار مسحة عنق الرحم كل خمس سنوات عند الطبيب. وإذا لم يكن أي من الخيارات الأخرى ممكنًا، يمكن للنساء أيضًا تلقي اختبار مسحة عنق الرحم كل ثلاث سنوات.

قد يهمك أيضاً

CNN: ما الفئة المؤهلة لجمع العينة الذاتية؟

الدكتورة ليانا وين: تم تصميم جمع العينات الذاتية للنساء اللواتي يستوفين معايير فحص سرطان عنق الرحم بناءً على العمر والتاريخ الصحي. 

بشكل عام، ينطبق ذلك على النساء اللاتي يبلغن من العمر 25 عامًا أو أكثر، واللواتي حان موعد فحصهن، ولا يعانين من أعراض تشير إلى وجود سرطان عنق الرحم، مثل النزيف المهبلي غير المبرر أو الإفرازات.

لا يُنصح بإجراء الفحص الذاتي للنساء اللواتي لديهن تاريخ إصابة بسرطان عنق الرحم، أو حالات مناعية معينة عالية الخطورة، أو نتائج غير طبيعية سابقة تتطلب متابعة دقيقة. ينبغي على النساء مناقشة مدى أهليتهن مع مقدم الرعاية الصحية، حيث تعتمد التوصيات على عوامل الخطر الفردية وتاريخ الفحص السابق.

CNN: هل الاختبار الذاتي دقيق مثل الفحص الذي يجريه الطبيب؟

الدكتورة ليانا وين: أظهرت الدراسات أن العينات التي جُمعت ذاتيًا تعتبر فعالة جدًا في اكتشاف فيروس الورم الحليمي عالي الخطورة.

توفر مجموعات الاختبار المنزلية ميزة مهمة، خاصة بالنسبة للنساء اللواتي يتجنبن الفحص بسبب الانزعاج، أو الخوف من الفحوصات النسائية، أو اللواتي يواجهن صعوبات في تحديد مواعيد الفحوصات، أو مشاكل أخرى في الوصول إلى الخدمات الصحية. 

لهذا السبب، تم اعتماد مجموعات الاختبار الذاتي من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، ودعمها من قبل مجموعات الخبراء الطبيين.

CNN: ما مدى صعوبة جمع العينة الذاتية؟ وماذا عن النساء اللاتي يفضلن إجراء الفحص عند الطبيب؟

الدكتورة ليانا وين: بالنسبة لغالبية النساء، يُعد جمع العينة الذاتية أمرًا بسيطًا. تتضمن العملية عادةً استخدام مسحة أو فرشاة لجمع عينة من المهبل، وفقًا للتعليمات الواضحة المقدمة مع الاختبار. لا يتطلب الأمر فحصًا حوضيًا أو استخدام منظار لرؤية عنق الرحم.

أما النساء اللاتي يفضلن أن يقوم طبيبهن بإجراء الفحص فيمكنهن الاستمرار في ذلك. وتبقى الزيارات المنتظمة مع طبيب النساء أو مقدم الرعاية الصحية مهمة لمعالجة جوانب أخرى من الصحة.

CNN: ماذا يمكن أن تفعله النساء أيضًا لتقليل خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم؟

الدكتورة ليانا وين: الفحص هو الخطوة الأهم، ولكنه ليس الوحيد. التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري فعال للغاية في الوقاية من الإصابات التي تسبب غالبية حالات سرطان عنق الرحم. توفر اللقاحات ضد فيروس الورم الحليمي حماية قوية، تصل إلى ما يقرب من 100% من الوقاية من سرطان عنق الرحم عندما تُعطى قبل التعرّض للفيروس. 

هذه اللقاحات توفر أيضًا حماية قوية ضد أنواع أخرى من السرطانات المرتبطة بالفيروس وخفض كبير في خطر الإصابة بثآليل الأعضاء التناسلية. 

قد يهمك أيضاً

توصي المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها بالتطعيم ضد فيروس الورم الحليمي في سن الـ11 أو الـ12 عامًا. كما يجب تطعيم الجميع حتى سن الـ26 إذا لم يتلقوا سلسلة اللقاح بالكامل في سن أصغر.

يُعتبر تجنب التدخين خطوة وقائية أخرى، حيث أن التعرض للتبغ يجعل من الصعب على الجسم التخلص من إصابات فيروس الورم الحليمي البشري، ويزيد من احتمالية تحول الخلايا غير الطبيعية إلى السرطان. كما أن ممارسة الجنس الآمن يمكن أن تقلل من فرصة الإصابة بفيروس الورم الحليمي عالي الخطورة، رغم أنها لا تُلغي الخطر تمامًا.



إقرأ المزيد